المقدمة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه
الأخيار وسلمهم تسليما كثيرا.. وبعد ،,
نرى مع مرور الأيام طابعا ملحوظا من تتطور في الفنون الأدبية , قد شدني ذلك لما
فيه من متعة ( الأنواع القصصية ) بداية المسار الذي أنهلت منه مرادي وهو عبارة
عن .... (الرواية): هي أكبر الأنواع القصصية حجما.. (الحكاية) : وهي وقائع
حقيقية أو خيالية لا يلتزم فيها الحاكي قواعد الفن الدقيقة.. (القصة القصيرة): تمثل
حدثا واحدا، في وقت واحد وزمان واحد، يكون أقل من ساعة وهي حديثة العهد في
الظهور..( الأقصوصة): وهي أقصر من القصة القصيرة وتقوم على رسم منظر..
(القصة): وتتوسط بين الأقصوصة والرواية ويحصر كاتب الأقصوصة اتجاهه في
ناحية ويسلط عليها خياله، ويركز فيها جهده، ويصورها في إيجاز.. طبعا لم أكتب
كل تلك الأنواع في تقريري بل تحدثت عن القصة القصيرة وقد تساءلت عن تعريفها؟
وهل لها تسميات المتعددة ؟ وما هي خصائصها الفنية والتشكيلية ؟ وما هي
خصائصها الدلالية ؟ وما موقف النقاد والدارسين منها ؟ ومن هم روادها ؟ وقد أجبت
عن تلك الأسئلة بعدما تطلعت عنها , فأرجو أني قد وظفتها في تقريري جيدا
القصة القصيرة
عمل قصصي لا يتجاوز بضع صفحات تتضمن عادة حدثًا واحدًا وشخصيات قليلة
ويمكن قراءة أغلبها في جلسة واحدة. وتعد القصّة القصيرة واحدة من أقدم الأشكال
الأدبية. فقد كُتبت قديمًا منذ نحو 3,000 سنة ق.م على هيئة قصص خيالية قصيرة
في مِصر. وَتُعد قصص (ألف ليلة وليلة) أمثلة أخرى على شكل القصة القصيرة.
القصة القصيرة في الأدب العربي.
وُلدت مع مطلع القرن العشرين متأثرة بالقصة الغربية خاصة قصص الكاتب
الروسي تشيخوف والفرنسي جاي دي موباسان. ورغم ذلك فقد كانت تغلب عليها
المسحة الرومانسية بحكم البداية والنشأة، إلا أنها بعد ذلك تطورت وأصبحت تعبيرًا
فنيًا جديدًا ومكثفًا عن أحاسيس ومشاعر البسطاء وآمالهم. ومن كتابها الرواد: محمد
تيمور، محمود تيمور، حسين فوزي، طاهر لاشين، عيسى عبيد، شحاته عبيد، حسن
محمود، إبراهيم المصري، توفيق الحكيم.
وخلال النصف الأول من القرن العشرين، صدرت عشرات المجموعات القصصية،
وجذبت القصة القصيرة إليها كتَّـابًا كثيرين، لكنها تتنقل بين الرومانسية، والواقعية
التصويرية، معتمدة على أسلوب السرد التقليدي، لكنها حققت بعد الخمسينيات ـ على
يد كُتّاب مثل يوسف إدريس ويحيى حقي وزكريا تامر ومحمد زفزاف ـ تطوّرًا
ملموسًا في تقنيات السرد والحوار والحبكة والبداية، واستطاعت القصة أن تنفذ إلى
الواقع وتعبر عنه بتركيز شديد ولغة قوية لفتت إليها الرأي العام، فأقبل عليها ووجد
فيها ضالته التي لم يجدها أحيانًا في الشعر بوصفه ديوان العرب والجنس الأدبي
المتربع على عرش الثقافة والفنون.
استخدم الكُـتَّاب ـ خاصة جيل الستينيات ـ أساليب فنية متقدمة في السرد القصصي
كتيار الشعور واسترجاع الأحداث (الفلاش باك) والمونولوج ومختلف الأدوات
الفنية بما أتاح للقصة القصيرة التجدد الدائم والقدرة على استيعاب شتى ألوان
التشكيل الفني. لمزيد من المعلومات عن القصة القصيرة في الأدب العربي، انظر:
العربي، الأدب
القصة القصيرة في الأدب الغربي.
أكثر الحكايات القصيرة المكتوبة شهرة على الإطلاق مجموعتان ظهرتا في نهاية
العصور الوسطى هما: الديكاميرون
)ألف ليلة وليلة الإيطالية) (1349 - 1353م) وهي مجموعة للكاتب الإيطالي
جيوفاني بوكاتشيو؛ حكايات كانتربري
(1385-1400)م وهي 24 قصة ألفها الشاعر الإنجليزي تشوسر جفري.
وأثناء القرن التاسع عشر، بدأ العديد من الكُتَّاب اعتبار القصص القصيرة شكلا أدبياً
مستقلا ومختلفًا عن الحكاية. وربما كان المؤلف والناقد الأدبي الأمريكي إدجار آلان
بو، أول الكُتَّاب الذين درسوا القصص القصيرة باعتبارها شكلاً محددًا من الأدب.
وقد ناقش بو، في بعض كتاباته، التأثيرات الدرامية، مثل الخوف والمفاجأة، التي
يمكن تحقيقها في القصة القصيرة. وَيُعدّ كتاب فلسفة القصة القصيرة
(1901)م أول كتاب عن كتابة القصة القصيرة، ألَّفه الناقد الأمريكي براندر
ماثيوس. ويحتوي هذا الكتاب على العديد من أفكار بو.
طَوَّر كُتّاب القصة القصيرة عددًا من التقنيات الأدبية متضمنة النهاية المفاجئة و
لحظة التنوير. وتشتمل معظم النهايات المفاجئة على حادثة غير مُتوقعة أو تُظهِر
تَوَقُّعا. وكانت مثل هذه النهايات خصوصية لكاتب القصة القصيرة الأمريكي أو.
هنري، الذي ظهر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الميلاديين.
وقد استخدم النهاية المفاجئة في قصة الحجرة المفروشة
(1904)م، و هدية المجوسي
(1905)م والعديد من القصص الأخرى. أما لحظة التنوير فهي تعليق مفاجئ أو
حادث أو رمز يمكن أن يُستخدم عند أية نقطة من القصة ليشرح معنى حادثة مُعقدة.
أنشأ، جيمس جويس، وهو مؤلف أيرلندي في بواكير القرن العشرين، هذه التقنية.
وقد ضمَّنها في مجموعة قصصية تسمى الدبلينيون
(1914)م
استَخدم أيضًا كُتَّاب القصص القصيرة مداخل مختلفة في أعمالهم، فقد ركز بعض
الكُتَّاب، مثلاً على حادثة من الحياة العادية بدلاً من التركيز على الفعل الدرامي. وقد
استخدم مثل هذا المدخل أنطون تشيخوف، وهو كاتب روسي ظهرت كتاباته في
القرن التاسع عشر الميلادي، في العديد من قصصه بما فيها الحفلة
(1888)م؛ السيدة والكلب
(1899)م. وقد اتّـبع العديد من الكتاب مؤخرًا نهج تشيخوف، بمن فيهم كاتبة
نيوزيلندا كاترين مانسفيلد والكاتبان الأمريكيان جون أوهارا و جون أبدايك.
خصائص القصة القصيرة
تختلف الخصائص عن العناصر في أن العناصر هي المكونات الرئيسية للعمل أما
الخصائص فهي المحدد الأساسي للعمل، بمعنى أدق إن افتقاد العمل لأحد عناصره لا
يؤثر
في تحديد هوية العمل، هل هو قصة قصيرة أم لا، ولكن إذا افتقدت القصة القصيرة لأحد خصائصها كانت شيئا أخر غير القصة القصيرة
وهذه الخصائص بالترتيب هي:
1:الوحدة:
و تعني أن كل شيء فيها يكون واحدا، بمعنى إنها تشتمل على فكرة واحدة، وتتضمن حدثا واحدا، وشخصية رئيسية واحدة، ولها هدف واحد...الخ.
وهو ما يعني إن الكاتب عليه توجيه كل جهده الإبداعي صوب هدف واحد لا يحيد عنه.
2:التكثيف:
ويقصد به التوجه مباشرة نحو الهدف من القصة مع أول كلمة فيها، فهي كما يقول يوسف إدريس" القصة القصيرة رصاصة، تصيب الهدف أسرع من أي رواية".
3:الدراما:
ويقصد بها خلق الحيوية والديناميكية والحرارة في العمل، حتى ولو لم يكن هناك صراع خارجي، ولم تكن هناك غير شخصية واحدة.
فالدراما هي عامل التشويق الذي يستخدمه الكاتب للفت انتباه القارئ، وهي التي تحقق المتعة الفنية للقارئ وتشعر القاص بالرضا عن عمله
عناصر القصة القصيرة
وهي بالترتيب:
1 الرؤية:
و هي جوهر العمل الفني، ونواته الفكرية التي قد تصدر عن الفنان دون وعي منه لفرط خبرته، فهي تعبر عن مفهومه ونظرته للحياة، فالمبدع الحقيقي هو الذي تكون له نظرة ما حول ما يقدمه من أعمال فنية، فبالرؤية يختلف الكاتب الكبير عن الكاتب الصغير.
2 الموضوع:
هو الحدث أو الحدوثة التي تتجسد من خلالها الرؤية، التي يعتبرها المبدع أساس عمله، وهي حدث يتم في مكان وزمان محددين، تنشأ عنه علاقات إنسانية مختلفة، متمثلة في أنماط سلوكية بشرية تسعى لتحقيق هدف ما، ومعبرة عن أمالها ومشاعرها الوجدانية.
3 اللغة:
وهي المعبر والمصور لرؤية المبدع وموضوعه، فهي أساس العمل الأدبي، فالبناء أساسه لغوي والتصوير والحدث يتكئان على اللغة، والدراما تولدها اللغة الموحية المرهفة، كل هذا يشير بدلالة واضحة على أهمية اللغة وإنه لولاها لكان العمل الأدبي سيئ وغير مفهوم.
سمات اللغة الفنية:
1 السلامة النحوية.
2 الدقة.
3 الاقتصاد والتكثيف.
4 الشاعرية.
5 الشخصية:
وهذه الأخيرة هي جوهر القصة القصيرة، فهي التلتي تقوم بالحدث الذي تبنى عليه القصة، وقد يكون شخص أو قوى غيبية، أو بمعنى أدق كل شيء مؤثر في اتجاه الحدث صعودا وهبوطا، انبساط أو تأزما.
5 البناء:
وهي مراحل أو شكل العمل الأدبي، وهي عادة لا تقل عن ثلاثة مراحل هي، البداية، ثم الوسط ، الذي قد يطول أو يقصر وفيه يكون ذروة الصراع، ثم النهاية وفيها يكون الكشف عن كل محتوى العمل وهدفه الأساسي.
6 الأسلوب الفني:
وهو التقنية الفنية التي يتم بها تصوير الحدث أو الحالة، والكاتب في حاجة لتشكيل هذه الصياغة الفنية لوسائل عديدة ينفذ بها لشخصياته ومواقفه، بحيث تتعاون في النهاية في رسم صورة جيدة للعمل الأدبي.
فهي المنظور الذي منه يتم رؤية العمل الفني، فيتم الإعجاب به من قارئه، فحرفية القاص تنبع من الأسلوب الأخاذ الذي عبر به عن قصته، بحيث تبدو كما لو كانت عملا واقعيا وإن كل دور الكاتب فيها هو عمله على نقلها على الورق.
والأسلوب الفني يتأتى بالأتي:
1 السرد:
هو الوصف أو التصوير، فهو جزء من الحدث والشخصية ومن كل عناصر القص، فقصة بلا سرد ولا وصف ليست بقصة.
و يجب أن ينبعا من صميم العمل فلا يكونا دخيلين عليه، كما يتعين أن يكونا فاعلين فيه لا مجرد زينة.
2 الحوار:
هو الديالوج والمحادثة التي تدور بين شخصيات العمل، فهو أحد أهم التقنيات الفنية المشاركة في بناء العمل، وذلك لأنه
أ - هو نافذة يطل منها القارئ على ثنايا القصة.
ب - وسيلة فنية لتقديم الشخصيات و الأحداث والتعريف بها من داخلها.
الخاتمة:
فن القصة القصيرة من أشهر كتّاب هذا الجنس الأدبي ,هذا الشكل الأدبي سيبقى
وسيستمر فالفن متنوع كتنوع الطبيعة والحياة.و قد يلجأ إليه الكاتب حينما يرى أن
هذا الجنس الأدبي بالتحديد سيخدم فكرته في مرحلة ما أو في مرحلة معينة، واحتمالا
أن يخضع للتغيرات سواء ما يتعلق منها بالمضمون أو بالشكل، وأعتقد أن القصة
القصيرة ستكون أكثر تكثيفاً وسيكون للحكاية دور أساسي فيها.كتبت في تقريري كل
ما استطعت شمله عن فن القصة القصيرة سواء كان عن تعريفها, أو عن تسمياتها
المتعددة , أو عن خصائصها الفنية والتشكيلية , وخصائصها الدلالية , وموقف النقاد
والدارسين منها وروادها, فارجوا أن يكون تقريري قد نال إعجابكم .